حق العودة وحتمية الصراع

حق العودة وحتمية الصراع

إن أحد أهم المقولات التي ارتكزت عليها الصهيونية العالمية حينما حددت هدفها بنهاية القرن التاسع عشر بإقامة ( وطن قومي لليهود في فلسطين ) هي مقولة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) مع أن الصهاينة يدركون جيداً بأن الشعب الفلسطيني يضرب بجذوره آلاف السنين بأرض فلسطين.

ولكن لا بد من إفراغ هذه الأرض من سكانها بشتى السبل وبأية طريقة كانت لتحقيق الهدف المنشود وبهذا يكون المشروع الصهيوني قد وضع الشعب الفلسطيني بموضع النقيض المطلق له.

ولينفي هذا النقيض وجب إخراجه من التاريخ والجغرافيا والذاكرة والعمل على طمس حقيقة وجوده.

هذا ما فعلته الحركة الصهيونية على مدى أكثر من 61 عاماً مرت على قيام ما يسمى (بدولة إسرائيل) التي أتت على حساب الشعب الفلسطيني فنتجت معها أكبر وأعقد قضية لاجئين في العالم.

لكن الشعب الفلسطيني بقي حاضراً ً متمسكاً بقضيته ومدافعاً عن حقوقه وفي المقدمة منها حق العودة إلى أرضه ومدنه وقراه التي هجر منها بفعل المجازر والتنكيل من قبل العدو الصهيوني آنذاك رافضاً كل أشكال التصفية أو الالتفاف على عودته سواء بالتوطين والتهجير أو التعويض أو غير ذلك، إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على روح كفاحية عالية التي يمتلكها هذا الشعب وبوضع إشارة استفهام كبرى على مستقبل المشروع الصهيوني أمام حق العودة ومفاوضات السلام أمام حتمية استمرار الصراع فإن حق العودة يضع المشروع الصهيوني بشكل طبيعي نقيضاً مطلقاً لشعب الفلسطيني ذلك لأن أدوات المشروع أخرجته من أرضه بغير حق وعودة الشعب تعني خروج هذا المشروع الآثم وأدواته من أرضه فلسطين بشكل مطلق عاجلاً أم آجلاً.

ولأن كل جلسات مفاوضات السلام !!؟ أو الاتفاقات المبرمة تركز على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وإيجاد حل عادل ومتفق عليه للاجئين الفلسطينيين حسب المبادرة العربية ولان كل تصريحات قادة ومفكري العدو من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى ما يسمى رواد السلام تقول لا يمكن تطبيق حق العودة ولا يمكن أن يمارس لأنه يتعارض (وحق إسرائيل) في تقرير مصيرها.

ولأن حق العودة ثابت في ضمير كل فلسطيني كبيراً وصغيراً ومهما كانت صفته.

لأنه حق مقدس والتراجع عنه خيانة وطنية كونه حق مكفول في المواثيق والشرائع السماوية والإنسانية ولأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق التاريخي والشرعي في فلسطين، فله الحق بالعودة وتقرير مصيره فوق أرضه وعودة اللاجئين حصراً إلى ديارهم وقراهم ومدنهم أرض آبائهم وأجدادهم التي طردوا منها وليس إلى أي مكان آخر.

وهذا الحق، حق العودة فردي وجماعي هو حق متوارث عبر الأجيال غير قابل للتنازل أو الإنابة أو الاستفتاء أو التفاوض أوالتفويض وهو حق مقدس والتراجع عنه خيانة وطنية بحق الأرض والشعب وبحق الأجيال القادمة بمقاومة المشروع الصهيوني.

كما أن هذا الحق يتعارض مع كل الدعوات المشبوهة الداعية إلى التوطين أو التهجير أو التعويض.

من هنا تأتي تناحرية الصراع مع المشروع الصهيوني واستمراريته ولا توقفه أي اتفاقيات أو معاهدات ولأن حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية فإن إقامة دولة فلسطين على جزء من أرض فلسطين لا يحل القضية كاملة ولا يلغي حق العودة فالبتالي لا ينهي الصراع.

كما أن خطاب العودة هو واحد من أهم عناوين الاشتباك التاريخي المفتوح مع المشروع الصهيوني ولا يتعارض مع مشروع التحرير بل هو جزء منه ويجسد وحدة القضية والأرض والشعب ويشكل حالة استنهاضية ضاغطة لمواجهة محاولات التساوف والتفريط بحقوق شعبنا وفي المقدمة منها حق عودة اللاجئين إلى بيوتهم.

ولأن حق العودة مقدس عند الفلسطينيين لا يمكن التنازل عنه مستنداً إلى التاريخ والمواثيق والقرارات والأعراف الدولية.

ملخص حديثنا :

حق العودة حق شخصي لا يستطيع أحد التفاوض أو المساومة عليه فهو حق مشروع لكل فلسطيني طرد من أرضه.

وهو حق متوارث للأجيال القادمة

غسان تيم

اشكرك اخي المبدع غسان على طرحك الرائع والمتميز من شخصك العظيم
وتحياتي لحارة لك
وبأنتظار كل ما هو جديدك اخي العزيز غسان

شكراً أخي الأمير حكيم
على هذه المداخلة الرائعة