للشعر الفصيح مكانه خاصه ومنزلة مرموقه فالشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب
من عصر الجاهليه وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإن العرب
يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمه.
يقال أن أول من قال الشعر هو المهلل بن ربيعه وبذلك سُمي
( حيث كان يهلهل الشعر )
وقيل إنه العنبر بن عمرو بن تميم
حيث يقول :
قد رابني من دلوي إضطرابها *** والنّأيُ في بهراء وإغترابها
إن لا تجئ ملأئ يجيء قرابها
ولكن أول شعر جيد يصل إلينا هو شعر امريء القيس
ثم تتابعته الشعراء إلى عصرنا الحديث فهو قائد لواء الشعراء في النار
كم اخبرنا صلى الله عليه وسلم .
لقد إجتهد الكثير من الباحثين محاولين تعليل نشأة الشعر العربي فمنهم
من قال : إن شعراء العرب عندما سمعوا وقع أخفاف الأبل على الأرض قلدوها
فأنشأوا الأوزان وقد ساعدهم في ذلك الحُداء وهو سوق الأبل والغناء لها
ومنهم من قال : أن أصله الغناء فالعربي بالصحراء يحتاج إلى الغناء والترانيم
فيأخذ مقاطع من الكلام يغني بها فتطور ذلك حتى أصبح شعراً موزوناً مقفى .
من خلال تصفحي وبحثي لمواقع الشبكة العالمية " الأنترنت " لم أجد سوى
موقعاً يتيماً تُنشر بهِ أوزان الشعر الفصيح وعلى النقيض من ذلك ( إن صح التعبير )
تكتظ صفحات المواقع والمجلات بأوزان الشعر الشعبي
- لستُ ضِد الشعر الشعبي - ففيه إمتداد لبعض أوزان الشعر الفصيح
ولكن هذا الإنتشار المرعب له على حساب الشعر الفصيح يزيدني قلقاً .
ومن هذا المنطلق حرصت على المشاركة بذكر وشرح بحور الشعر الفصيح
أو مايسمى (( بعلم العروض )) مع التعليق والإضافة .
ولكن قبل ذلك فلنلقي الضوء على مؤلف علم العروض ..
أتمنى للقارئ الكريم اليسر والسهولة والمتعه في تصفحه لهذا الموضوع
الحُطيئه - منتديات الحلم
29 - صفر - 1425 هـ
مؤلف علم العروض
هو الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي.
يُعد من كبار علماء النحو واللغه في القرن الثاني الهجري وإليه كان
يرجع الفضل في نشأة علم العروض.
* آثاره :
1- كتاب العين (( معجم مرتب على حسب مخارج الروف ))
2- كتاب العروض (( أساس هذا الموضوع ))
3- كتاب النقط والشكل.
4- كتاب النّغم
6- كتاب في العوامل (( ينسب إليه ))
ماهوالعروض : العروض هو ميزان الشعر به يُعرف مكسوره من صحيحه.
- ويخرج من هذا الإطار التعريفي مايسمى بالشعر الحر (( شعر التفعيله ))
ولعل أبرز فرسان شعر التفعيله الشاعر : أحمدمطر , وهذا النوع من الشعر بلا وزن أو قافيه
وقد إستبعده الكثير من الأدباء والمؤلفين بل وإعتُبرا لا يُعد من الشعر
العربي وتُعتبر (نازك الملائكه) رائدة الشعر وصاحبة أول قصيدة تُكتب بالشعر الحر تحت مسمى ( الكوليرا )
- من وجهة نظري فإن الشعر الحر لا يستحق ذلك الهجوم الشرس والإستبعاد
فهو يتضمن كلاماًعربياً فصيحاً وإن خلا من الوزن والقافيه فليس بذلك السوء.
السبب في وضع علم العروض : إختلفت الروايات عن سبب وضع علم العروض
فأكثر الرواة في ذلك حتى زعم بعظهم أن حكماء اليونان سبقوا العرب
في وضع علم العروض فأخذه عنهم الخليل, والأقرب هو أن الخليل بن أحمد خشي
أن يتخبط الناس في نظم الشعر العربي وان يختلط ركيكه ومختله بسليمه
فأنشاء هذا العروض.
سأبدأ الآن بذكر بحور الشعر ووزنها حسب دائرتها العروضيه ومفاتيح البحور إن وجدت
وبعض الأمثله وغير ذلك مما يتطلب الإضافة.
1- البحر الأول بحر الطويل :
- وزنه حسب الدائره العروضيه:
فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعيلُنْ **فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعيلُنْ
- مفتاح البحر :
طويلّ له دون الـــبحور فضائلُ** فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعيلُنْ
- عدد حروفه 48 مقسمه على الشطرين 24 حرف لكل شطر
مثال على بحر الطويل :
ألا يا صبا نجدٍ متى هِجت من نجدِ ** لقد زادني مسراكِ وجداً على وجدِ
فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعيلُنْ** فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعيلُنْ
للشاعر :ابن الدمنه.
- فالبيت صحيح المصراعين ( ليس هناك نقص في التفعيلات )
قفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ** بِسقطِ اللّوى بين الدخُولِ فحوملِ
فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعلن ** فعولُنْ مَفَاعيلُنْ فعولُنْ مَفَاعلن
للشاعر : امريء القيس
كما ترون إنقبضت التفعيله فتسمى مقبوظة فقد
إستبدلنا مفاعلين بمفاعلن
نكتفي بذكر هذين المثالين للبحر الطويل .